يروى أحد المرضى تجربته الشخصية مع منظار القولون قائلًا” كنت أعاني آلام متكررة في البطن وفقدانًا ملحوظًا في الوزن، وقد تجاهلت هذه الأعراض في البداية لكن مع زيادة شدتها، استشرت طبيب أمراض الجهاز الهضمي، الذي أوصاني بالخضوع لمنظار القولون”
في مقالنا اليوم بعنوان ” تجربتي مع منظار القولون” نوضح كل ما يخص هذا الفحص الدقيق.
تجربتي مع منظار القولون: خطوات الفحص
رغم الفائدة الكبيرة لمنظار القولون في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي، تظل فكرة الخضوع له مثيرة للقلق، فالمرضى المقبلون عليه يتساءلون دائمًا: “هل تكون تجربتي مع منظار القولون يسيرة؟” إليكم -خلال السطور التالية- تفاصيل الإجراء بداية من مرحلة التحضير، وصولًا إلى يوم الإجراء.
التحضير للفحص بمنظار القولون
يتطلب فحص منظار القولون أن يكون القولون فارغًا، لذا يحتاج المريض إلى اتباع نظام غذائي يقتصر على السوائل لمدة يومين قبل الفحص، والامتناع عن تناول أي أطعمة أو سوائل خلال الـ 6 ساعات التي تسبقه.
ويوصي الأطباء في مرحلة تحضير منظار القولون بتناول الملينات لتنظيف الأمعاء بصورة كاملة بما يضمن دقة النتائج.
تعرف أيضًا على:هل منظار القولون خطر؟ الإجابة بين الواقع والمخاوف
الفحص بمنظار القولون
يُجري الطبيب الفحص بمنظار القولون للمريض تحت تأثير مهدئ يجعله في حالة استرخاء، وفي أثناء ذلك يكون مستلقيًا على جانبه الأيسر طاويًا ركبتيه إلى صدره، ثم يُدخِل الطبيب منظار القولون برفق عبر فتحة الشرج.
ومنظار القولون هو أنبوب دقيق مرن يحمل في مقدمته مصدرًا للضوء وكاميرا صغيرة تنقل صورة مباشرة للقولون من الداخل على شاشة خارجية موجودة أمام الطبيب في غرفة الفحص.
وفي أثناء تمرير منظار القولون، يُضخ هواء أو ثاني أكسيد الكربون لتسهيل مروره ومساعدة الطبيب في الحصول على رؤية واضحة تُمكنه من فحص بطانة القولون بدقة.
وفي هذه الأثناء يلتقط الطبيب الصور لبطانة القولون، أو يأخذ عينات من أنسجته لفحصها، وقد يُجري إجراءًا علاجيًا -إذا لزم الأمر- كاستئصال الزوائد.
ما بعد الفحص بمنظار القولون
ينقل المريض إلى غرفة الإفاقة بعد الفحص حتى يستعيد وعيه ويتمكن من العودة إلى منزله، وبعد الإفاقة يعاني بعض الأعراض المؤقتة -لا سيما خلال الساعات الأولى بعد الفحص- ومنها: انتفاخ البطن وتقلصاتها، ونزول النزيف الخفيف من فتحة الشرج في حالة استئصال الأورام الحميدة أو أخذ عينات من الأنسجة.
ولكن إذا ظهر أحد الأعراض التالية بعد منظار القولون، فيجب استشارة الطبيب على الفور:
- ألم شديد ومستمر في البطن.
- الحمى.
- نزيف شديد من فتحة الشرج.
- الدوار.
هل منظار القولون مؤلم؟
منظار القولون ليس إجراءً مؤلمًا، لأن المريض يحصل على المهدئ الذي يجعله في حالة استرخاء أو نوم خفيف، وفي بعض الحالات يحصل المريض على تخدير كلي حتى لا يشعر بأي آلام في أثناء الفحص، أما بعد الفحص قد يشعر بانزعاج خفيف وانتفاخ، ولكن تختفي هذه الأعراض في غضون ساعات قليلة.
كيف تمر تجربتي مع منظار القولون بنجاح؟
إذا كنت مقبلًا على الخضوع لفحص منظار القولون، فإليك عدة نصائح ستفيدك:
أولًا
لا تؤجل الفحص بحجة الخوف منه وتدع القلق يسيطر عليك، لأن الإجراء ليس مخيفًا كما تتصوره، فمع وجود التخدير والرعاية الصحية الجيدة سيصبح الأمر سهلًا للغاية.
وتذكر أن الهدف الأساسي من الفحص هو الاطمئنان على صحتك، فمنظار القولون إجراء تشخيصي مهم يساعد على اكتشاف أمراض القولون في مراحل مبكرة، ما يسهل العلاج، لذا التزم بموعد الفحص الذي يحدده لك الطبيب.
ثانيًا
التحضير الجيد قبل منظار القولون ضروري، لذا اتبع كافة تعليمات الطبيب قبل الإجراء.
ثالثًا
يُفضّل أن يكون معك شخص يرافقك إلى المستشفى ويعيدك إلى المنزل بعد الإجراء، لأنك قد تشعر بالدوار أو النعاس بسبب الأدوية المهدئة التي تتلقاها في أثناء الفحص.
وقبل كل هذا، لا بد وأن تختار طبيبًا لديه خبرة كبيرة في مناظير الجهاز الهضمي، ويُعرف عنه أنه مريح في التعامل ومستمع جيد للمرضى فيجيب عن كل استفساراتهم ويسعى إلى طمأنتهم.
وتجتمع هذه الصفات كلها في الدكتور حاتم خليل، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بكلية طب القصر العيني، وزميل الكلية الملكية البريطانية لأمراض الباطنة.
بهذا نصل إلى ختام مقالنا اليوم الذي كان بعنوان ” تجربتي مع منظار القولون”.
إذا كان لديكم استفسارات أخرى، يمكنكم استخدام خدمة الاستشارات الطبية “الأون لاين” التي يقدمها مركز دكتور حاتم خليل، وسوف يجيبكم أطباء متخصصون بمجال الجهاز الهضمي وأمراض الكبد والسمنة.